روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | أربعينية في ربيع العمر..!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > أربعينية في ربيع العمر..!


  أربعينية في ربيع العمر..!
     عدد مرات المشاهدة: 2950        عدد مرات الإرسال: 0

تمتلئ الكتب الطبية والمعلومات الصحية بالحديث عن المرأة الأربعينية..ماذا عليها أن تأكل وماذا عليها أن تفعل وما هي تغيراتها النفسية المحتملة وكيف تتعامل مع هذه السن الحرجة التي تقف فيها على أعتاب سن اليأس!

وكلمة اليأس: هي مصطلح جاء من وصف قرآني كريم في قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ...} [الطلاق:4].

ويقصد بها توقف دورة التبويض عند المرأة وهو ما ينتج عنه اليأس من المحيض!

هذا المسمى يحمل دلالة فسيولوجية ربما تنسحب تباعاً على بعض الأمور السيكولوجية النفسية، فالطب يخبرنا أن تلك التغيرات تصاحبها إنفعالات وتغير نفسي وهرموني يحتاج إلى نوع من الإنتباه وتغيير نمط الغذاء والمكملات الأخرى لتجنب أية مخاطر نفسية وجسدية محتمله.

بعيداً عن فلسفة الطب، والتغذيه..نقف قليلا عند مشاعر الأربعين عند المرأة..

المرأة في الأربعين..هي أنثى خلعت عنها رداء ثلاثة عقود من الزمن..زادتها علماً وخبرة في الحياة، كما زادتها ثقة وحكمة في التعامل مع مجرياتها.

أربعينية القلب..أدفأ عاطفة وأثبت مودة وأحرص على إستقرار الحياة مهما هزتها الرياح.

تلك الأربعينية ليست يائسة من الحب وإن يئست من الإنجاب!

ليست يائسة من البذل والتضحية وإن ترهل جسدها قليلا أو فقد شيئا من مياسة القوام!

تلك الأربعينية كانت أدفأ قلبٍ إحتوى أعظم نبي في أول عمر النبوة!

أربعينية تعيش معه صلى الله عليه وسلم شاباً عشريناً في ربيع عمره فتحتوي ألمه وتعبه ومعاناته وتكون له خير معين فلا يزال يذكرها حباً ومودة تثير غيرة الصغيرات من نسائه من بعد وأولهن حبيبته ذات الخمسة عشرة ربيعاً!

خديجة رضي الله عنها بدأت مشوار حياتها الزوجية الثالثة وهي في الأربعين، كانت ثقة وحكمة المرأة الأربعينية تأييد من الله تعالى لقلبه صلى الله عليه وسلم حين كان الوحي يأتيه فيخاف ويقول دثروني زملوني!

لقد دثرته رضي الله عنها بحكمتها وعقلها الراجح والذي بلغ تمام أشده واستوى!

وهي التي أنجبت له كل أولاده عدا إبراهيم، فهي لم تيأس بعد!

إننا حين نتحدث عن الأربعينية ندعو الأزواج إلى أن يعيشوا مع نسائهم بركة هذا العمر وحميميته وألا يستخفوا بتلك الأربعينية التي ذبلت نضارتها بزعمهم أو فقدت حيويتها فيبحثوا عن ذات العشرين لتعيد لهم شبابهم كما يزعمون!

تطالعنا اليوم وسائل الإعلام عن قصة الاسكتلندية سوزان بويل والتي صعدت في برنامج مواهب غنائيه للأصوات الشابة في بريطانيا يتابعه الملايين وهي في عامها الثامن والأربعين وكانت ترعى أمها حتى توفيت في العام الماضي، وأرادت أن تغني وفاءً لها بينما كانت نظرات لجنة المحكمين تتبعها بإزدراء.

هذه المرأة أبهرت الجمهور بصوتها الجميل الدافئ بعيدا عن شكلها غيرالمتأنق! ونالت أعلى درجة في التصويت وإشتهرت بسرعة صاروخيه!

لست ممن يروجون للغناء، لكني أرى أن هذه الحادثة دليل واضح على أن الأربعينية تملك حسا دافئاً يمكن أن يكون مصدر فخر وسعادة لمن حولها وألا ينظروا إليها كامرأة منتهية الصلاحية.

لكل امرأة في مراحل عمرها المختلفة نكهة روحية مميزة، تمنح الحياة الزوجية طابعاً متجدداً يصعب تكراره، فتقلبات العشرين وإندفاعها يعقبها نضج الثلاثين يتبعها دفء وإستقرار الأربعين ولن يكون الخمسين بل ولا الستين إلا وفاءً ومودة أعمق وأبقى وأنقى..

فإستمتعوا بفصول العمر كله فالسعادة ما ترونه أنتم جميلا، لا ما هو كذلك دوماً!

الكاتب: مها الجريس.

المصدر: موقع رسالة المرأة.